TIMES JAZIRAH, JAKARTA – style="text-align:right">ضد الجاذبية الأدبية: ورحلته إلى المسرح الأدبي الوطني
إعداد وتقديم: لالو أحمد ألباني
إذا تحدثنا عن الأدباء الإندونيسيين، فسوف نذكر أسماءً متعددة وإسهامات متنوعة، لكن هل تأملنا يوماً في كيف شق الشاعر طريقه حتى أصبح الاسم الذي يردف بلقب الشاعر أينما ذكر؟ إندونيسيا، بثرائها الثقافي والأدبي، لا تفتقر إلى الشعراء سواء على المستوى الوطني أو الدولي، ومن بينهم يبرز مايكل دجايادي، الشاعر الآتي من باتو، جاوة الشرقية. تميزت أعماله بلمسة إيمانية مسيحية فريدة، مما جعلها جزءاً من هويته الأدبية الخاصة. وبدأت شهرته تتسع على الساحة الأدبية الوطنية بعد أن مر بتجارب وتحديات كثيرة في مسيرته الشعرية.
طفولة وتأثيرات مبكرة
وُلِد مايكل دجايادي في 21 مايو 2000 في باتو، جاوة الشرقية. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة سيترا بوندا الابتدائية في المدينة. عاش طفولته كأي طفل، مهتماً باللعب والتعلم، محاطاً ببيئة متعددة الثقافات والأديان مما زاد من انفتاحه وتقبله للآخرين. واصل تعليمه في المدرسة الإعدادية الحكومية الثانية في باتو، وهناك كان الطالب المسيحي الوحيد في فصله، مما شكّل تجربة جديدة له وأثر في رؤيته الثقافية والدينية.
ومع انتقاله إلى مدرسة براويجايا الثانوية المهنية في باتو، كان يطمح لدراسة الأدب واللغات، لكنه التزم برأي والديه بعدم الانتقال إلى المدرسة الثانوية العامة. كانت البيئة في هذه المدرسة المتنوعة دينياً وعرقياً هي ما صقل حسه الشعري لاحقاً، ودفعه نحو الكتابة الرمزية ذات النزعة الدينية العميقة. وبالرغم من أنه لم يبدأ الكتابة الدينية فعلياً إلا بعد تخرجه، إلا أن هذه البيئة كانت محفّزه الأول نحو الأدب.
البداية الأدبية
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية المهنية، بدأ مايكل بكتابة يومياته على موقع تمبلر، وكان موضوعها غالباً حول الرومانسية الخفيفة. ازداد اهتمامه بالأدب بعد حضوره مهرجاناً موسيقياً في باتو عام 2018، حيث تعرّف على كلمات الأغاني العميقة لكثير من الفنانين، ومنها كلمات أغاني دانيلا وإيفك رماح كاكا، كما استمع إلى قصيدة صاباردي جوكو دامونو الشهيرة التي ألهمته أكثر. إثر ذلك، اتجه إلى قراءة كتب الشعر لأعلام الشعر الإندونيسي كصاباردي، ومن هناك، توسعت قراءاته ليضم في قائمته آن مانسيور، وأديماس إيمانويل، وجوكو بينوربو، وجوناوان محمد.
وكان من الطبيعي أن يتجه بعد ذلك نحو نشر كتاباته، فأصدر كتابه الأول بعنوان قبل أن تتحدى الطيور الجاذبية، الذي نشر في عام 2021 بدعم من دار بيلانجي ساسترا. ومع بداية هذا الإصدار، لم يكن مايكل قد نال الشهرة بعد، إلا أن هذه الخطوة كانت بداية تعرف الجمهور عليه، حيث أصبح يُدعى إلى العديد من المحافل الأدبية، خاصة تلك التي نظمتها بيلانجي ساسترا.
المشاركة في المجتمع الأدبي
بجانب نشر الكتب، واصل مايكل الكتابة للعديد من وسائل الإعلام الإلكترونية، وبرزت أشعاره على المنصات الوطنية مثل جريدة تيمبو، التي نشرت بعض قصائده، كما نشرت قصائده في وسائل أخرى مثل باساباسي وباكابيترا وكالامساسترا. وقد حصل على المركز الثالث في مسابقة الشعر بمهرجان شهر اللغة بجامعة إندونيسيا عام 2024، مما عزز مكانته على الصعيد الأدبي.
التحديات وتجارب جديدة
عند بداية مسيرته الشعرية، واجه مايكل تحديات كبرى، أبرزها قلة المراجع الأدبية الشاملة. كان اعتماده في المطالعة على كتب الشعر التي ينصح بها الأصدقاء أو تلك التي تفوز في المسابقات، وكان نادراً ما يقرأ الروايات أو الكتب السردية. مع مرور الوقت، توسعت مطالعاته وانخرط في مختلف المجتمعات الأدبية في مالانج ويوجياكارتا، مما ساهم في تطوير فهمه النقدي للأدب، حيث تعلم أن العمل الأدبي لا يُقرأ من زاوية المتعة فقط، بل يحتاج إلى تحليل نقدي عميق.
الآفاق الأدبية المستقبلية
اليوم، يقف مايكل دجايادي واثقاً من مستقبل الأدب في إندونيسيا. فمع تزايد المسابقات والفعاليات الأدبية، يتوقع أن يزداد التقدير للأعمال الأدبية وأن تشهد وظائف الأدب مزيداً من الإنتعاش والإزدهار. (*)
Writer | : Lau Ahmad Albani (DJ) |
Editor | : Yusuf Arifai |